التقويم الواقعي ضرورة أم حاجة

يُعد التقويم ركناً من أركان العملية التعليمية/التعلمية وجزءاً أساسياً لا يتجزأ منها، فهو الوسيلة التي يمكن من خلالها معرفة مدى ما تم تحقيقه من أهداف، وإلى أي مدى تتفق النتائج مع الجهد المبذول من جانب الأفراد على اختلاف مستوياتهم. ومع الإمكانات المستخدمة من خلال التقويم، يمكن تحديد الجوانب الإيجابية والسلبية في العملية التعليمية، وتشخيص جوانب الضعف والقصور فيها من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة.

لم يعد التقويم مقصوراً على قياس التحصيل الدراسي للطالب في المواد والمباحث المختلفة بل تعداه لقياس مقومات شخصية الطالب بشتى جوانبها وبذلك اتسعت مجالاته وتنوعت طرائقه وأساليبه.
أوصى الخبراء والمختصون التربويون في كل ورشات العمل والمؤتمرات المنعقدة حول أساليب التقويم المستخدمة في ضوء الاتجاهات الحديثة بضرورة الاهتمام بالتقويم الواقعي، مؤكدين على أهمية هذا التقويم. ولم يغفلوا عن ذكر التحديات التي ستواجه هذا النوع من التقويم بشتى نواحيه، ولكنهم أكدوا جميعاً على توظيف استراتيجيات التقويم الواقعي بشكلٍ جيد وصولاً لتعليم نوعي بحيث يكون المتعلم فيه محور العملية التعليمية.

تقوم فكرة التقويم البديل على فكرة أن تعلم الطالب وتقدمه الدراسي يمكن تقييمه بواسطة أعمال ومهام تتطلب انشغالاً نشطاً مثل البحث والتحري في المشكلات المعقدة والقيام بالتجارب الميدانية والأداء المرتفع. هذه الطريقة لتقويم أداء الطلاب تعكس تحولاً من النظرة الإرسالية للتعلم إلى النظرة البنائية التي تجعل الطالب له معنى وحقيقة.

هو نوع من أنواع التقويم مُتعدد البدائل، يُطلب فيه من الطلبة إنجاز مهمات واقعية حياتية بحيث يُظهر الطالب من خلال إنجازه لهذه المهمة قدرته على تطبيق المهارات وتوظيف المعارف التي اكتسبها.
وبتعريفٍ مبسط هو تقويم واقعي لأداء الطالب بحيث يُظهر المستوى الحقيقي لما اكتسبه من معارف ومهارات من خلال رحلته التعليمية.

للتقويم الواقعي عدة مسميات رديفة أخرى مثل: ” التقويم الأصيل، التقويم المعتمد على الأداء، التقويم البنائي، التقويم الوثائقي، التقويم الكيفي”النوعي”، التقويم المبحثي، تقويم الكفاءة، التقويم المتوازن، والتقويم الحقيقي”.

يمكن القول بأن هناك فروقاً واضحة بين التقويم التقليدي والتقويم الواقعي والجدول التالي يوضح ذلك:

assessment 2

قد يصطدم المعلمون عند تنفيذ أدوات التقويم الواقعي ببعض المُعيقات منها:

اختلفت النظرة للتقويم الواقعي وانقسمت الآراء حوله إلى فريقين، الأول يرى أنه ضرورة ملحة خاصةً للطلبة في المرحلة الأساسية الدنيا من الصف الأول حتى الصف الرابع كمرحلة أولى من التجريب. والفريق الثاني يعتقد أنها حاجة تربوية تسعى لإدراج هذا النوع من التقويم في خطط تطوير وتحسين التعليم، وتطوير برامج تدريب المعلمين والمشرفين على أساليب التقويم المستخدمة في ضوء الاتجاهات الحديثة. وعليه يبقى السجال مفتوحاً على مصراعيه بين الفريق الأول والثاني في انتظار التقييم والتغذية الراجعة من الميدان الحقيقي، قد يتبعه إصدار حُكم قد يُرجح رأي الفريق الأول على الفريق الثاني أو العكس.

ختاماً يبقى الأمل يحذونا في تعزيز العمق المعرفي المتعلق باستراتيجيات التقويم الواقعي وأدواته وآليات موحدة لتطبيقها لدى المسؤولين عن نظام التعليم، الأكاديميين والمختصين التربويون، المشرفين التربويين، المدراء، والمعلمين والمعلمات القلب النابض للعملية التعليمية/التعلمية).


المراجع:

Ryan, C.D. (1994) Authentic Assessment .Westminster CA: teacher Created Material Inc.

المصدر

new-educ.com

Exit mobile version