تبعا للقرار الذي تم اتخاذه في شأن التوقيف الاستثنائي للدراسة بجميع مؤسسات التربية والتكوين ابتداء من يوم الاثنين 16 مارس 2020 ، كتدبير احترازي للوقاية من جائحة فيروس كورونا المستجد، وتعويضه بالتمدرس عن بعد، وفي إطار جهود وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مركزيا، جهويا وإقليميا، لضمان الاستمرارية البيداغوجية، ومتابعة التلميذات والتلاميذ للدروس عن بعد، فقد شكلت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة، منذ الاثنين 16 مارس 2020، فريق عمل جهوي، وفرق عمل إقليمية، تضم مفتشين، وأساتذة مختلف المواد الخاصة بالجذع المشترك العلمي، والمواد غير الممتحنة الخاصة بالسنة الثانية بكالوريا، وطاقم تربوي إداري وتقني، بهدف إنتاج مضامين رقمية ودروس مصورة خاصة بهذين المسلكين، اللذين أسند إعداد مضامينهما للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة. وقد أبانت الأطر الإدارية والتربوية، عن انخراطها الإيجابي والفعال، في هذه العملية الرامية إلى ضمان الاستمرارية البيداغوجية، سواء من خلال مساهمتها ضمن الفريق الجهوي، أو الفرق الإقليمية، أو من خلال إحداث أقسام افتراضية عبر مختلف المنصات الإلكترونية، بالإضافة إلى المبادرات الخاصة التي يقوم بها الأستاذات والأساتذة عبر تصوير دروس وتقاسمها مع التلميذات والتلاميذ عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الإطار، أنتجت الأكاديمية، بدعم من شركائها، خلال الفترة الممتدة ما بين 16 و31 مارس 2020، ما مجموعه 193 موردا رقميا، تغطي الأسابيع الثمانية المتبقية من الموسم الدراسي الحالي، حيث تم تسجيل 34 درسا لمادة الرياضيات، و21 درسا لمادة الفيزياء والكيمياء، و24 درسا لمادة علوم الحياة والأرض، و18 درسا لمادة اللغة الفرنسية، و13 درسا لمادة اللغة العربية، و18 درسا لمادة اللغة الإنجليزية، و17 درسا لمادة الفلسفة، و11 درسا لمادة التربية الإسلامية، بالإضافة إلى 18 درسا لمادة الاجتماعيات، بالنسبة لمستوى الجذع المشترك العلمي. أما بالنسبة للمواد “غير الممتحنة” الخاصة بمسالك العلوم الفيزيائية، وعلوم الحياة والأرض، وعلوم رياضية أ/ب لمستوى السنة الثانية بكالوريا، فقد تم تسجيل 4 دروس لمادة اللغة العربية، و8 دروس لمادة اللغة الفرنسية، و7 دروس لمادة التربية الإسلامية.
هذا، وتواصل الأكاديمية تصوير دروس إضافية، خاصة بحصص الدعم والتقوية من خلال تمارين تطبيقية وأنشطة داعمة تهم مختلف مواد الجذع المشترك العلمي. كما توصلت الأكاديمية بعدد من الموارد الرقمية لمختلف المستويات الدراسية، ساهم بها مجموعة من الأستاذات والأساتذة بالجهة، سيتم استثمارها لإغناء المنظومة التربوية الجهوية، بعد تدقيق مدى احترامها للمواصفات التقنية اللازمة.
وفي سياق تنويع الوسائل المتاحة في مجال “التعليم عن بعد”، وتيسير عمل الأستاذات والأساتذة للتواصل المباشر مع تلميذاتهم وتلاميذهم بسلكي التعليم الثانوي التأهيلي والثانوي الإعدادي، فقد بلغ عدد الأقسام الافتراضية المحدثة بالجهة 28000 قسما بالتعليم العمومي و959 قسما بالتعليم الخصوصي، وذلك باستثمار مسطحة Teams المدمجة في منظومة مسار، والتي تسمح بتنظيم دورات تعليمية عن بعد، بإشراك التلميذات والتلاميذ عبر عروض تقديمية، ونصوص رقمية، وتقنيات الصوت والفيديو. مع تنظيم لقاءات افتراضية عن بعد مع السادة المديرين والأساتذة المعنيين لمصاحبتهم من أجل الاستعمال الجيد لهذه المسطحة.
وتجدد الأكاديمية الشكر والتنويه بالجهود القيمة المبذولة، والتضحيات التي أبان عنها الأساتذة والمفتشون والمديريون وكافة الأطر الإدارية والتربوية والتقنية لإنتاج الدروس الرقمية للتعليم عن بعد، كما تشيد بالانخراط الجاد والتطوعي لمجموعة من الشركاء على رأسهم جمعية “أكتفوركومينوتي” بخريبكة (act4community khouribga) التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، والمعهد المتخصص في الصحافة ومهن السمعي البصري ببني ملال، بالإضافة إلى مساهمة شركاء آخرين، وذلك عبر تسخير معدات لوجيستيكية، واستوديوهات للتصوير، وأطقم تقنية للمساهمة في عملية إنتاج الموارد الرقمية، وتصوير الدروس الخاصة بالتعليم عن بعد، كمساهمة منهم، في ظل الظروف الاستثنائية التي تعرفها بلادنا.