قررت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي تعميم الطريقة المقطعية لتعليم القراءة في المستوى الأول ابتدائي بدء من الموسم المقبل (2017-2018)، وسيستهدف أزيد من 820 ألف تلميذ وتلميذة بهذا المستوى.
واتخذت الوزارة هذا القرار بعد ثلاث سنوات من الاشتغال على هذه المنهجية الجديدة في إطار مشروع “القراءة من أجل النجاح”، الذي أشرفت عليه مديرية المناهج، وأطره علميا وديدكتيكيا فريق من الخبراء الوطنيين والدوليين، بإسهام فاعل لأطر التفتيش وأستاذات وأساتذة المراكز الجهوية للتربية والتكوين، كما تم تجريبه، لمدة سنتين، في 91 مؤسسة تعليمية تابعة لثماني مديريات إقليمية.
ويأتي تبني الوزارة للطريقة المقطعية بعد المؤشرات الإيجابية التي حققتها في رفع درجة تمكن تلاميذ الأول ابتدائي من المهارات القرائية، ومنها الطلاقة وفهم المقروء.
ولتيسير تفاعل أساتذة التعليم الابتدائي، وأساتذة الأول على وجه الخصوص، مع هذه المنهجية، قامت مديرية المناهج بتنزيل العدة الديدكتيكية لبرنامج القراءة للسنة الأولى من دلائل للأستاذ(ة) وكراسات للتلميذ(ة) بـموقع الوزارة ابتداء من الخميس 10 غشت 2017، على أن يستفيد هؤلاء الأساتذة، الذين يقارب عددهم 27 ألف أستاذ(ة)، من دورات تكوينية خلال السنة الدراسية المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن التعليم المبكر للقراءة وفق الطريقة المقطعية يعد أحدث الطرق التي تبنتها الأنظمة التربوية على المستوى العالمي، وفق ما توصلت إليه دراسات العلوم المعرفية حول كيفية اشتغال الدماغ لاستقبال المعلومة ومعالجتها وتخزينها وإعادة إنتاجها، وكذا الدراسات اللسانية للغات المقطعية، ومنها اللغة العربية.
وتتألف هذه الطريقة الحديثة لتعلم القراءة من خمسة مكونات تتفاعل فيما بينها، وهي: الوعي الصوتي، والتطابق الصوتي الإملائي (المبدأ الألفبائي)، والطلاقة، والمفردات (تنمية الرصيد اللغوي)، والفهم القرائي.