تُواجه منظومة التعليم في المغرب تحديات جمة، ولذلك تسعى وزارة التربية الوطنية إلى إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى الارتقاء بجودة التعليم وتحقيق نتائج أفضل للمتعلمين. ومن بين هذه المبادرات، “المدرسة العمومية الرائدة” كنهج جديد واعد لتحسين مخرجات التعليم وتطوير قدرات المتمدرسين.
مبادرة المدرسة العمومية الرائدة: أهداف ومبادئ
تهدف مبادرة المدرسة العمومية الرائدة إلى تحقيق 70٪ من إتقان المهارات الأساسية واللغات لجميع التلاميذ. وتقوم هذه المبادرة على خمسة مبادئ رئيسية:
- المشاركة الطوعية: تهدف المبادرة إلى ضمان مشاركة المدارس والمعلمين بشكل طوعي، إيمانًا منهم بأهمية هذه المبادرة وفعاليتها في تحسين جودة التعليم.
- الالتزام بالعمل الجماعي: تُؤكّد المبادرة على أهمية العمل الجماعي بين جميع العاملين في المدرسة، بما في ذلك المعلمون والإدارة والموظفون، لتحقيق الأهداف المرجوة.
- نهج يركز على التلميذ: تضع المبادرة التلميذ في مقدمة اهتماماتها، وتسعى إلى توفير بيئة تعليمية مناسبة تلبي احتياجاته الفردية وتساعده على تحقيق أقصى استفادة من العملية التعليمية.
- التطوير المهني المستمر: تُدرك المبادرة أهمية تطوير مهارات المعلمين بشكل مستمر، وتوفر لهم فرصًا للتدريب والتطوير المهني لتعزيز قدراتهم وتعزيز كفاءتهم.
- التقييم الموضوعي: تعتمد المبادرة على تقييم موضوعي لأداء المدرسة والمعلمين والتلاميذ، وذلك لقياس مدى التقدم المحرز وتحديد نقاط القوة والضعف.
أسئلة واستفسارات
ما مقابل المدرسة الرائدة بالفرنسية؟
لا يوجد مقابل رسمي وموحد لمصطلح “المدرسة الرائدة” باللغة الفرنسية، ولكن يمكن استخدام عدة مصطلحات تعبر عن المفهوم بِشكلٍ مُقارب، و من أبرزها:
École pilote: وهو المُصطلح الأكثر شيوعًا و يعني “مدرسة تجريبية” أو “مدرسة نموذجية”. و يُستخدم هذا المُصطلح لِتوصيف المدارس التي تُطبّق برامج أو مناهج جديدة أو تجريبية.
École d’excellence: وهو مُصطلح آخر يُستخدم لِتوصيف المدارس التي تُقدم تعليمًا عالي الجودة و تُحقق نتائج مُتميزة. و يعني هذا المُصطلح “مدرسة التميز”.
École innovante: وهو مُصطلح يُشير إلى المدارس التي تُركز على الابتكار في أساليب التدريس و التعلم و تُستخدم التكنولوجيا الحديثة بشكلٍ فعّال. و يعني هذا المُصطلح “مدرسة مُبتكرة”.
و يمكن أيضًا استخدام عباراتٍ أكثر تفصيلًا لِوصف مشروع “المدارس الرائدة” باللغة الفرنسية، مثل:
Projet des écoles pionnières au Maroc: وهي عبارة تُترجم حرفيًا “مشروع المدارس الرائدة في المغرب”.
هل فعلا الانخراط في مشروع المؤسسات الرائدة طوعي؟
تشير الوثائق الرسمية و التصريحات الصادرة عن وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة في المغرب إلى أن الانخراط في مشروع “المدارس الرائدة” هو انخراطٌ طوعيٌّ. و ذلك يعني أن المؤسسات التعليمية و الفرق التربوية لديها حرية اختيار الانضمام إلى المشروع أو عدم الانضمام إليه، دون أي إجبار أو ضغط.
و لكن، على الرغم من التأكيدات الرسمية على طوعية الانخراط، فإن بعض الأساتذة و أعضاء الفرق التربوية أعربوا عن تخوفهم من وجود ضغوط غير مباشرة لِدفعهم نحو الانضمام إلى المشروع. و منها:
– التحفيزات، حيث تُقدم الوزارة منحًا ماليةً و ماديةً للمدارس المنخرطة في المشروع، مما قد يُشكل حافزًا لِبعض المدارس لِلانضمام إلى المشروع حتى و إن لم تكن مُقتنعةً تمامًا بِفكرته أو بِآليات تطبيقه.
– الترقية المهنية: يُمكن لِمشاركة الأساتذة في مشروع المدارس الرائدة أن تُؤثر إيجابًا على فرصهم في الترقية المهنية، مما قد يُشكل حافزًا آخر لِلانضمام إلى المشروع.
– ضغوط من قبل الإدارة: قد يُمارس بعض مديري المدارس أو المسؤولين في النيابات الإقليمية ضغوطًا غير مباشرة على الفرق التربوية لِدفعهم نحو الانضمام إلى المشروع، و ذلك سعيًا لِتحقيق أهداف معينة أو لِتحسين صورة المدرسة أو النيابة.
هل ستؤثر منحة مشروع مؤسسات الريادة على نظام الأجور وعلى الترقية في الدرجات والرتب ؟
منحة مؤسسات الريادة امتياز إضافي ينضاف لما يستفيد منه الموظف من امتيازات الترقي المهني، وهي مخصصة لأساتذة ومديري “مؤسسات الريادة”، ولا تؤثر بأي شكل من الأشكال على باقي حقوق الموظف المادية. فكامل الحقوق المادية للمستفيدين من المنحة مكفولة لهم بقوة القانون، شأنهم شأن باقي الأطر التربوية
الترقية في الدرجة الرتبة الامتحانات المهنية …)؛
منحة التحفيز السنوية المخصصة ل “مؤسسات الريادة والمحددة في 10.000 درهم تم التوافق عليها بين الحكومة وممثلي النقابات، خلال اتفاق 14 يناير 2023؛
يستفيد من المنحة كل عضو من أعضاء الفريق التربوي المنخرط في مشروع “مؤسسات الريادة وتُجدد سنويا طيلة مدة احتفاظ المؤسسة بعلامة الجودة.
هل يحرم الانخراط في مؤسسات الريادة الأستاذ(ة) من المشاركة في الحركة الانتقالية ؟
الانتماء لـمدرسة رائدة لا يحرم الأستاذ(ة) من حقه في المشاركة في الحركات الانتقالية.
هل سيتم تكثيف المراقبة على مؤسسات الريادة؟
انخراط الفريق التربوي في مشروع مؤسسات الريادة يتضمن تطبيق المقاربات التي تم تدريب الأطر التربوية عليها، بهدف إدارة التعلمات بشكل فعال وتعزيز أداء المؤسسة بشكل عام. المؤسسات التي تنفذ هذه المقاربات بنجاح ستحصل على علامة الجودة وستستفيد من الامتيازات المرتبطة بها، بما في ذلك منح الفريق التربوي.
تعتمد مؤسسة الريادة على المواكبة والتأطير المستمر، حيث يستفيد الفريق التربوي من دعم ومتابعة وثيقة تهدف إلى مساعدته في تبني المقاربات الحديثة في التدريس وتسهيل تطبيقها.
تحسين جودة التعلمات هو الهدف الرئيسي لمؤسسات الريادة، وليس شرطاً للحصول على علامة الجودة. الحصول على هذه العلامة يتطلب تطبيق المقاربات الحديثة المعتمدة ضمن إطار مشروع مؤسسات الريادة، وسيتلقى الفريق التربوي تدريبًا خاصًا حولها.
هل صحيح أن مؤسسات الريادة ستفرض عبء إضافي على الفريق التربوي؟
لا يمكن الجزم بشكل قاطع ما إذا كانت مبادرة “مؤسسات الريادة” ستُكلف الفريق التربوي أعباء إضافية أم لا. يعتمد ذلك على كيفية تنفيذ المبادرة في المدارس، ومدى الدعم المتوفر من وزارة التربية الوطنية والمجتمع المحلي.
ومع ذلك، فإن الفوائد المحتملة للمبادرة، مثل تحسين جودة التعليم وزيادة دافع المعلمين وخلق بيئة تعليمية إيجابية، قد تُعوض عن أي أعباء إضافية قد تفرضها على الفريق التربوي.