إن تعلم القراءة والكتابة له أهمية بالغة في حياة المتعلم، ذلك أنه يسهم بشكل كبير في بناء مهاراته التواصلية، كما أنه مفتاح تعلم كل المواد الدراسية. لكن نسبة كبيرة من متعلمي المرحلة الابتدائية يعانون من تعثرات كبيرة في القراءة والكتابة. إن انتقال المتعلمين من مستوى دراسى إلى آخر رهين بتمكنهم من الكفايات النهائية للمستوى المعني، لكن عددا كبيرا منهم، خصوصا المنحدرين من الأسر ذات المستوى الثقافي ما دون المتوسط، ينتقلون إلى المستوى الدراسى الموالي دون تحقيق نسبة أدنى من التمكن. مما يحول دون تحسن أدائهم خلال السنوات اللاحقة .
سياق اختيار نهج طارل – TARL
وقد تم تطوير برنامج خاص من طرف المنظمة غير الحكومية براثام Pratham لتجاوز التعثرات المرصودة والوصول بالمتعلم لدرجة التحكم في كفايات مستواه الدراسي، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الخاصة بكل متعلم . ويشار لطريقة التدريس هاته اختصارا ب ” Learning Maximized for Activities Combined :CAMaL” التي تعني مجموعة من الأنشطة التعليمية التعلمية التي تستهدف الرقي بأداء المتعلمين ، وهي طريقة تربوية اتبعتها Pratham لتنمية قدرات المتعلمين الأساسية في القراءة والحساب، حيث تعمل على تيسير التعلم من خلال الأنشطة المنظمة التي تؤدي إلى تطوير المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة.
يستقي نهج TaRL مبادئه من النظرية البنائية في التعلم مع اعتماد الانتقال خلال البناء من المحسوس إلى المجرد، ومن السهل إلى الصعب، بالإضافة إلى النظرية البنائية الاجتماعية التي تعتبر التعليم عملية اجتماعية حيث يلعب التعلم بالقرين والتعلم في إطار مجموعات دورا بارزا في مقارية TaRL، مع استحضار المكتسبات السابقة للمتعلمين في معالجة التعثرات.
الهدف الأساسي من أنشطة TaRLفي اللغة العربية
تحسين مهارات المتعلمين في اللغة العربية ونجاحهم في مستوى قراءة القصة.
- أن يتعرف المتعلمون رموز الكتابة (الأصوات و الحروف والمقاطع والكلمات والجمل)؛
- أن ينطق المتعلمون أصوات الحروف والكلمات وأن يربطوها برسمها ثم يقرؤونها مع الحركات القصيرة والطويلة والتنوين
- أن يقرأ المتعلمون الكلمات والجمل وأن يفهموا معانيها الصريحة والضمنية في سياقات مرتبطة بمحيطهم؛
- أن يتدرب المتعلمون على الاستماع باهتمام والتحدث والتعبير عن أفكارهم بحرية.
فلسفة أنشطة TaRL في اللغات
تستند أنشطة TaRL إلى عدة مبادئ أساسية وهي:
- استخدام أدوات ووسائل محددة وفعالة وغير مكلفة:
- اعتماد أنشطة TaRL في اللغات على استخدام أدوات غير مكلفة ومن البيئة المحلية للمتعلم، نظرا لما تعانيه المدارس من قلة الإمكانيات، بالإضافة إلى أن بعض المتعلمين يشعرون بعدم الثقة وعدم الراحة مع الكتب المدرسية؛
- تمكن روائز تقييم TaRL من تحديد مستويات المتعلمين والتخطيط لعملية الدعم، وقد بنيت أدوات التقييم في اللغات بشكل بسيط حتى لا تحتاج إلى مزيد من الوقت كما أنها تعتمد على المهارات الأساسية فى القراءة وتمرر بشكل فردي وشفهي.
- مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين:
- تقسيم المتعلمين إلى مجموعات متجانسة وغير متجانسة داخل الفصل الواحد؛
- تخصيص أنشطة مناسبة لكل مجموعة (مستوى)، سواء كان مبتدئا أو متوسطا أو متقدما؛
- تكرار الأنشطة مع المتعلم في حالة عدم الفهم الجيد أو تطبيقها في مجموعات، مع اعتماد أنشطة فردية مراعاة لمستوى المتعلمين.
- الاعتماد على معلومات دقيقة محددة:
- تقييم فردي لكل متعلم لقياس مستوى تعثراته قبل علاجها؛
- إنجاز الدعم وفق معلومات دقيقة ومحددة لكل متعلم، وذلك من خلال التقييم والملاحظة، ولابد هنا من الإشارة إلى أهمية الدور الذي يقوم به الميسر من خلال:
- تجريبه للأنشطة وتدربه عليها قبل البدء في تنفيذها مع المتعلمين؛
- وضع مشروع بيداغوجي خاص بكل متعلم وتتبع تقدمه من خلال التقييمات والملاحظة؛
- خلق بيئة تعليمية آمنة تمكن المتعلمين من المشاركة والثقة بالنفس وتخلق لديهم الرغبة في التعلم