ونظرا لِما لهذا الموضوع من أهمية، وجَرْياً على عادتنا في محاولة تقديم بعض الحلول العملية و التطبيقية، سنسعى في هذا الموضوع إلى تناول طريقة المعالجة الديداكتيكية للخطأ و خطواتها الإجرائية عمليا.
لكن قبل ذلك توجد إشارة غاية في الأهمية، وهي ضرورة الاعتراف بحق المتعلم في ارتكاب الخطأ، واعتباره –أي الخطأ- نقطةَ انطلاق المعرفة العلمية، لا مجرد مُعطىً ينبغي إقصاؤه و حسبُ.
تبدأ المعالجة الديداكتيكية للخطأ قبل إنجاز الدرس، حيث ينبغي على المعلم أن يصوغ مجموعة من الفرضيات أثناء إعداده للدرس، بما في ذلك توقع الأجوبة الخاطئة وتمثلات المتعلمين حول موضوع معين، بِغضّ النظر عن أصلها ومرجعيتها (اجتماعية أو بيداغوجية أو معرفية…).
هي خطوة ثابتة وحاسمة وضرورية ضمن السيرورة التعليمية التعلمية. خلال هذه المرحلة يذهب المدرس بالمتعلمِ إلى اعتبار الخطأ حالة عابرة يمر بها جميع الناس.
من الأفضل أن يتم هذا التحليل من طرف المتعلم، فإن تعذر عليه ذلك، على المُدرس أن يساعده أو يُشْرِك باقي زملائه في محاولة التحليل.
وتتم بطرق متنوعة أهمها:
– المعالجة بالتغذية الراجعة: التصحيح و المقارنة.
– المعالجة بالتكرار، أو بأعمال تكميلية: إعادة شرح موضوع الدرس أو الاشتغال على عمل تكميلي بهدف ترسيخ التعلّمات السابقة ودعمها.
– المعالجة باعتماد استراتيجية تعلمية جديدة: تغيير طرق وتقنيات التدريس لتتناسب مع خصوصية المادة و المتعلمين.
بقيت الإشارة إلى أن الخطة أعلاه ليست مقدسة وليست الوحيدة في المعالجة الديداكتيكية للخطأ ، بل يمكن تبني نماذج عديدة نتصرف فيها حسب خصوصيات المتعلمين وظروف كل بيئة تعليمية، وهذا نموذج آخر:
– الكشف عن الأخطاء.
– وصف الأخطاء.
– البحث عن مصادر الأخطاء بالتشخيص والبحث عن الأسباب وفحص الفرضيات.
– تهييئ عُدَّة معالجة الخطأ.
وهذا نموذج ثالث:
– الكشف عن الأخطاء والتوقف عندها.
– وصفها وتحليلها.
– البحث عن مصادرها.
– تصنيفها.
– تقويم الأخطاء وفق المعايير الدنيا ومعايير الإتقان.
– التصحيح الذاتي والجماعي للأخطاء.
– تهيئ عُدة المعالجة.
– إغناء خطة المعالجة بدروس الدعم والتقوية والتثبيت، مع الاهتمام بالتغذية الراجعة Feed Back.
– التحقق من نجاح هذه المعالجة عبر وضع المتعلم أمام سياقات ووضعيات جديدة مشابهة لما سبق تناوله.
المصدر
new-educ.com/la-pedagogie-de-lerreur
hamdaoui.ma/files/downloads/ktab4.pdf