في عالم السلامة الطرقية، تلعب الموارد الرقمية دوراً محورياً في تطوير مناهج التعليم والتدريب في مجال السلامة على الطريق. استخدام هذه الأدوات يساهم بشكل فعّال في تحسين فهم المتعلمين للقواعد المرورية والسلوكيات الآمنة أثناء استعمال الطريق، من خلال توفير محتوى تفاعلي يعزز المشاركة والتعلم النشط. كذلك، تمكّن هذه الأدوات الرقمية المعلمين من تقديم المعلومات بأساليب متنوعة وجذابة، ما يسهم في ترسيخ المفاهيم بكفاءة عالية. في هذه المقالة، سنقترح عدة بيداغوجية رقمية للأطفال من إعداد الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية NARSA.

التربية الطرقية للأطفال PDF

تمثل حوادث المرور مشكلة خطيرة في بلادنا، وهي تشكل عائقًا أمام تحقيق طموحاتنا التنموية في جميع المجالات. ويزيد من خطورة الوضع نسبة الوفيات بين الأطفال والشباب. فقد أظهرت البيانات الإحصائية الوطنية على مدار العشر سنوات الماضية أن حوادث المرور تؤدي إلى حوالي 6.11٪ من إجمالي عدد الوفيات في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة. لذلك، يتطلب الأمر تكثيف الجهود بين جميع الجهات المعنية وابتكار آليات جديدة أكثر جرأة للتعامل مع هذه المشكلة.

ولعل أهم هذه الآليات وأكثرها فعالية هو المدخل التربوي، باعتباره أحد المداخل الحيوية لمواجهة هذا الوضع المقلق ومعالجة آثاره السلبية، خاصة على مستوى المعارف المكتسبة وسلوكيات مستخدمي الطريق.

وإدراكًا من الوزارة لأهمية هذا المدخل، فقد اعتمدت على مقاربتين لتفعيله:

المناهج الدراسية، حيث يتم تناول هذه المفاهيم بشكل شامل ومتداخل في البرامج الدراسية التي تحمل قيم التنمية المستدامة، بما في ذلك النصوص الوظيفية التي تتطرق إلى موضوع التربية على السلامة المرورية واحترام قواعد المرور وقانون السير.
أنشطة الحياة المدرسية، والتي تعتمد على مقاربة تشاركية بين القطاعات المعنية، بما في ذلك وزارة التجهيز والنقل والمديرية العامة للأمن الوطني والهلال الأحمر المغربي وجمعيات المجتمع المدني ذات الاختصاص، إضافة إلى القطاع الخاص.

الهدف من هذه المقاربة هو إكساب التلاميذ المهارات التي تمكنهم من حماية أنفسهم من مخاطر السير على الطريق.