في خطوة تهدف إلى تحسين العملية التعليمية وتعزيز توحيد المناهج الدراسية، أعلنت الجمعية المغربية للكتبيين في اجتماعها يوم 28 ماي 2024 مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن تفاصيل التعديلات القادمة للمناهج الدراسية في الموسم المقبل 2024/2025. حيث شهد الاجتماع، الذي عُقد بين الجمعية ومديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية، مناقشات هامة حول مستجدات الدخول المدرسي والتغييرات المرتقبة في النظام التعليمي.
توسع مدارس الريادة
أشارت الجمعية المغربية للكتبيين إلى أن عدد مدارس الريادة سيرتفع بشكل ملحوظ من 626 إلى 2626 مدرسة في جميع أنحاء المملكة. وستتبنى هذه المدارس الكتاب الوحيد والموحد في مواد اللغة العربية، واللغة الفرنسية، والرياضيات. هذه الكتب ستكون من تأليف وزارة التربية الوطنية وسيتم بيعها في المكتبات، مما يسهل على أولياء الأمور الحصول عليها بأسعار معقولة.
اعتماد الكتاب الموحد في الإعداديات
فيما يخص التعليم الإعدادي، أكدت الجمعية أن عدد الإعداديات الرائدة سيصل إلى 230 إعدادية، وستعتمد هذه المدارس أيضاً على الكتاب الوحيد والموحد في مواد اللغة العربية، واللغة الفرنسية، والرياضيات. هذا التوجه يأتي في سياق جهود الوزارة لتوحيد المناهج الدراسية وتوفير مصادر تعليمية موحدة، وهو ما سيعزز من جودة التعليم ويضمن التساوي في الفرص التعليمية.
تنقيح الكتب الحالية وإدخال مواد جديدة
أوضحت الجمعية أن هناك كتاباً واحداً سيخضع للتنقيح هذا العام وهو كتاب “Le Français Pratique 6“. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إدخال كتاب الإنجليزية الصف الأول الإعدادي ككتاب وحيد وموحد على مستوى المملكة. هذه الخطوات تأتي في إطار السعي لتحسين جودة المحتوى التعليمي وضمان تحديثه بما يتماشى مع المستجدات التربوية.
نشر خريطة مدارس الريادة
من المنتظر أن يتم نشر الخريطة الرسمية لمدارس وإعداديات الريادة قريباً، حيث سيتم توضيح مواقع المدارس التي ستعتمد النظام التعليمي الموحد. هذا سيساعد الآباء والأمهات في معرفة المدارس المتاحة في مناطقهم والخيارات التعليمية التي يمكنهم الاختيار منها لأبنائهم.
ردود الفعل وآراء المختصين
من جانبه، أشار الحسن المعتصم، رئيس رابطة الكتبيين بالمغرب، إلى أن هذه التعديلات لم تأتِ بجديد يذكر، معرباً عن استياء الرابطة من عدم تلقي ردود من الوزارة على الطلبات المقدمة بشأن تحسين المناهج الدراسية. كما أبدى المعتصم قلقه من استمرار تغيير الكتب الدراسية وارتفاع أسعارها، مما يزيد من الأعباء المالية على أولياء الأمور في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.
من جهة أخرى، تم منح مؤسسات التعليم الخاص الحرية في اختيار الكتب المدرسية، مما أدى إلى تفاوت في مستوى التعليم بين المدارس الخاصة والعامة. هذا التفاوت ينعكس بشكل مباشر على جودة التعليم المقدم وأسعار الكتب الدراسية، حيث يمكن أن تصل تكلفة الكتاب الواحد في المدارس الخاصة إلى 400 درهم.
التحديات والآفاق المستقبلية
إن عملية توحيد المناهج الدراسية تعد خطوة إيجابية نحو تحسين جودة التعليم وتوحيد الفرص التعليمية. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تتطلب متابعة دقيقة لضمان تنفيذها بشكل سلس وفعال. يجب على الجهات المسؤولة الاستماع إلى ملاحظات الآباء والمربين والعمل على تذليل العقبات المالية التي تواجه الأسر المغربية لضمان نجاح هذا المشروع الطموح.