الغريب، التي كانت تتحدث على هامش الأيام التربوية التي تم تنظيمها بالمركز التربوي عقبة ابن نافع بمدينة سلا، نبهت إلى الخطورة التي يمكن أن يخلفها عدم تعرف الأساتذة على ظاهرة الديسليسكيا أو اضطراب التعلم والقراءة، قائلة: “حينما يكون هناك تلميذ يعاني من الديسليسكيا فلأستاذ الذي لا يعرف هذا المرض لا يمكنه أن يتعرف عليه؛ وبالتالي لا يمكنه أن يساعد التلميذ، ما قد يؤدي إلى أضرار سلبية أخرى، وبالتالي التأثير على نفسية الطفل”.
وأوضحت الغريب أنه غالبا ما يعتبر من لا يعرف القراءة أو الكتابة كسولا، “تتراكم عليه عدد من التمارين والإنجازات، وبالتالي يصبح لديه تأثر نفسي، إضافة إلى اضطراب التعلم”، مشددة على ضرورة توعية الأطر التربوية لحماية هؤلاء التلاميذ.
وأوضحت الغريب أن الديسليسكيا تعد “إعاقة خفية مستدامة لا يتم علاجها، وتتطلب القيام بتصحيح النطق”، مشددة على أن الأستاذ هو أول من يشخص هذا الاضطراب، “وبالتالي عليه أن يكون واعيا بالاضطراب من أجل توجيه الآباء للقيام بتشخيص من طرف المختصين”.
ونبهت المتحدثة إلى أن الاضطراب يتطلب معاملة خاصة، ناهيك عن وجوب تكييف الامتحانات مع حاجيات هؤلاء التلاميذ، وأيضا تكوين الأطر التربوية بشأن هذه المرض.
من جانبها تحدثت إلهام القرش، أخصائية نفسية، عن كون صعوبات التعلم تؤثر على نفسية التلاميذ، سواء في المحيط الاجتماعي أو المدرسي، مشددة على أن تحقيق المواكبة النفسية ضروري، سواء للتلاميذ أو لأسرهم، لمساعدتهم على تجاوز هذا الاضطراب وتحقيق تكيف مدرسي يمكنهم من الاندماج.
وألقت أم لطفل في الثامنة من عمره يعاني من الديسليسكيا الضوء على إمكانية رفض هؤلاء التلاميذ من قبل بعض المؤسسات الخاصة، على الرغم من كون وزارة التربية الوطنية سبق أن أصدرت مذكرة توصي بعدم فصلهم عن الدراسة.
وروت الأم تفاصيل محاولة طرد ابنها من مؤسسته التعليمية قائلة: “تعرفت على هذا الإضراب حين ولوج ابني للمدرسة، إذ كثرت الشكاوى بشأن صعوبة التعلم والكتابة”، مضيفة: “وجدت صعوبة بالمدرسة لتقبل وتفهم هذا الاضطراب، فطلب مني نقله من مؤسسة إلى أخرى، وهو أمر صعب جدا”.
وتحدث الحسن بوحتوري، أب أحد الأطفال، عن طريقة تعامل الآباء مع أبنائهم الذين يعانون من اضطراب التعلم والقراءة قائلا إن على “الآباء تجنب تعنيف أبنائهم ومحاولة توجيههم إلى اختصاصيين يواكبونهم حتى اجتياز امتحاناتهم”.