وأوضح حمينة، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه قبل بدء الحجر الصحي، تم استكمال 75 في المائة من مقرر السنة الجامعية عبر التعليم الحضوري، في حين لم تتبق سوى نسبة 25 في المائة فقط لإنهاء السنة الجامعية في ظل ظروف عادية، مضيفا أنه من هذا المنطلق ، فمن غير المتصور التفكير قطعا في أن تكون هذه السنة الدراسية الجامعية موضع تساؤل، بل ستنتهي في ظروف عادية وطبيعية.
وبخصوص التدابير المختلفة التي اتخذتها هذه المؤسسة الجامعية للحد من انتشار جائحة كوفيد 19 في الوسط الجامعي وإنجاح ورش التعليم عن بعد، أوضح السيد حمينة أن المسؤولين بالجامعة قرروا إخلاء جميع مؤسساتها بعد صدور بلاغ وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي يوم الجمعة 13 مارس 2020، ووضع مخطط يهم الاستمرارية البيداغوجية، يرتكز على التعليم عن بعد ليحل محل التدريس بالفصول الدراسية (التعليم الحضوري).
وأضاف أنه في نفس هذا الاتجاه قامت هذه المؤسسة بتخفيض كبير للغاية في عدد موظفيها من أجل تجنب الاتصال المباشر إلى أقصى حد ممكن ، وتقليل التنقلات بشكل كبير، علاوة على تنظيم حملة تحسيسية شاركت فيها بفعالية جميع المؤسسات التابعة لها، تضمنت حث الناس على الالتزام بالحجر المنزلي واحترام الضوابط الصحية وجميع الإجراءات التي تتخذها السلطات المختصة لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
وأبرز أن جامعة السلطان مولاي سليمان بلغت مرحلة أصبح فيها التعليم عن بعد ، بحق، وسيلة للتعلم، تتماشى وتواكب تحديث وسائل الإعلام والاتصال، حيث حققت رقمنة ومتابعة الحصص من قبل الطلبة نتائج مشجعة، مشيرا إلى أن عدد كل من الحسابات العملية والموارد التعليمية عبر الأنترنت بلغ بسرعة إلى نسب عالية مافتئت تعرف تزايدا مطردا، وأصبحت العديد من المؤسسات التابعة للجامعة اليوم تعتمد تقنية المحاضرات عن طريق الفيديو ، وفقا للجداول الزمنية الموضوعة في إطار التدريس الحضوري.
في نفس السياق أوضح أنه تم إنشاء خلايا للمتابعة على المستوى المركزي وعلى مستوى كل مؤسسة، تتكلف بمواكبة الأساتذة والطلبة، ومتابعة وتحديث جميع الإحصائيات المتعلقة بمشاركة المستخدمين في تحقيق هذا التعليم عن بعد الذي استحسنه الكثيرون. وخلص إلى القول إن الرقمنة فتحت آفاقا أخرى على مستوى التجديد والابتكار البيداغوجي الذي مكن جامعة السلطان مولاي سليمان من المضي قدما وتحقيق الأهداف المنشودة.
ورغم النتائج المشجعة التي حققها التعليم عن بعد، استدرك المسؤول الجامعي بالقول “نحن ندرك تماما أن التعليم عن بعد لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحل محل التدريس الحضوري على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت على وجه الخصوص مع الفاعلين في مجال الاتصالات لضمان الربط المجاني بمنصات الجامعة المتعلقة بالتدريس عبر الأنترنت”، مضيفا في هذا السياق أنه ” قد ينتفي مبدأ المساواة في الفرص في بعض الأحيان. حيث أن بعض طلبة الجامعة، الذين لحسن الحظ عددهم محدود ويقطنون مناطق تعاني من العزلة وغير مرتبطين بشبكة الأنترنيت، ليست لهم القدرة على الاستفادة من المضامين البيداغوجية الرقمية التي توفرها منصات الجامعة..”.
وبغض النظر عن المنصات الرقمية التي وضعتها ، يضيف حمينة، فقد قامت جامعة السلطان مولاي سليمان باتخاذ مجموعة من الإجراءات بهدف دعم الطلبة خلال هذه الأوقات الصعبة، حيث تنظم الجامعة بكل مكوناتها اجتماعات بشكل منتظم عبر الفيديو بهدف تقييم حالة المتابعة ومواكبة الطلبة ، والتفكير في آليات وضوابط أخرى يمكن وضعها من أجل تعزيز التعلم عبر الانترنت.كما أن هذه الجامعة ملتزمة بقوة إلى جانب الجامعات الوطنية الأخرى بتسجيل الحصص والموارد الرقمية وبثها من قبل قناة الرياضية وإذاعة الدار البيضاء. وأكد أن جامعة السلطان مولاي سليمان، التي تنخرط في تنفيذ سياسة الوزارة الوصية ، مصممة العزم اليوم أكثر من أي وقت مضى على عدم ادخار أي جهد ليحقق التعليم عن بعد نتائجه المرجوة، مبرزا أن الأساتذة والطاقم الإداري…والجميع يعمل بجد وبشكل منتظم لتعزيز دعم الطلبة وتكييف الجامعة مع واقع غير متوقع وغير مسبوق.
وأضاف أنه من أجل إرشاد الطلبة ومساعدتهم على التغلب على كل المعاناة والمشاكل المتعلقة بالتأقلم مع هذه الأزمة، “قمنا بإنشاء قنوات للتواصل والدعم والاستماع، ويتابع الطلبة من منازلهم عددا كبيرا من الحصص الدراسية عبر الأنترنيت…”، بهدف ضمان استمرارية بيداغوجية وإدارية حقيقية لهذه الجامعة.