وأضاف الوزير، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، الثلاثاء 28 يناير 2020، أن من أهداف المنظومة الجديدة كذلك، الرفع من المردودية الداخلية (نسبة الإشهاد)، وتحسين الحركية لدى الطلبة من خلال تحقيق الانفتاح على النماذج الدولية، إضافة إلى برمجة سنة تكوينية تأسيسية من أجل ضمان انتقال سلس بين التعليمين الثانوي والجامعي، واعتماد نظام للتوجيه وتعزيز وحدة اللغات وبرمجة الكفاية الذاتية، واعتماد الأرصدة القياسية.
وشدد المسؤول الحكومي، على أهمية إعطاء الأهمية اللازمة للتكوين الشخصي للطالب، وتخصيص التعليم عن بعد باهتمام أكثر والتعليم بالتناوب، واعتماد نظام قياس مرن يمكن الطالب من الحصول على الشهادة في أقل من أربع سنوات حسب قدرات كل الطالب، وتعزيز الالتقائية بين الشعب، وإتاحة التكوين بسلك البكالوريوس.
وأشار أمزازي، إلى أن الوزارة اليوم بصدد تنظيم يوم وطني لاعتماد دفتر الضوابط البيداغوجية لهذا الدفتر، في إطار مناقشة على مستوى الشعب، وبلورة المسالك التي ستتم قريبا، من أجل تقييم اعتماد طول السنة للشروع بالعمل خلال شتنبر القادم بالعمل بالنظام البيداغوجي الجديد.
هذا وذكر الوزير، أن تكلفة الهدر المدرسي ماليا، بلغت حوالي 3 ملايير درهم سنويا، بسبب استنفاذ المنظومة السابقة لأهدافها، وعدم ملاءمة المنظومة التعليمة مع متطلبات التنمية الوطنية وحاجة البلاد لتكوينات جديدة، مما بات يحتم إرساء منظومة جديدة تتماشى مع متطلبات التشغيل، وتتجاوز المشاكل والنواقص السابقة.
سياق ومرتكزات الإصلاح البيداغوجي الجامعي الجديد:
طلب اجتماعي في تزايد مستمر:
- عدد الحاصلين على شهادة الباكالوريا في ارتفاع مستمر حيث بلغت نسبة %22+ ما بين سنتي 2015 و2019 مما شكل ضغطا كبيرا على المؤسسات ولاسيما ذات الاستقطاب المفتوح التي عرفت تسجيل 87% من مجموع الطلبة الجدد بها.
- إشكالية التوجيه وعدم ملاءمة المدخلات مع العرض البيداغوجي لسلك الإجازة:
- ليكون في علمكم على مستوى التعليم الثانوي تستحوذ شعب العلوم والتقنيات على أكبر عدد من التلاميذ بنسبة تفوق 60%.
في حين لا يوجد أي انعكاس لبنية حاملي شهادة الباكالوريا على بنية المسجلين الجدد بسلك الإجازة. حيث المسجلون بمسالك العلوم لا تتعدى نسبتهم 15%؛
بالمقابل 35% من مجموع الحاصلين على باكالوريا علمية أو تقنية يفضلون التسجيل في ميادين العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية والآداب والعلوم الإنسانية.
✔ مردودية داخلية ضعيفة لسلك الإجازة:
▪ 16,5% من عدد الطلبة الجدد في سلك الإجازة ينقطعون عن الدراسة في السنة الأولى؛
▪ كما تقدر النسبة الإجمالية للانقطاع عن الدراسة بدون الحصول على أي شهادة وبدون احتساب عدد السنوات المستهلكة ب 47,2%؛
▪ في حين أن 13,3% فقط من مجموع الطلبة الجدد المسجلين بمؤسسات الولوج المفتوح، يحصلون على دبلوم الإجازة في مدة ثلاث سنوات.
▪ كما يبلغ متوسط عدد السنوات للحصول على دبلوم الإجازة ما بين 5 – 4,5 سنة، دون احتساب الهدر.
كل هذه المعطيات المترتبة عن الانقطاع أو التكرار لها تكلفة تسيير إضافية تقدر ب 746.3 مليون درهم.
من جهة أخرى، أبانت مختلف تقارير المؤسسات الوطنية والدراسات الميدانية واللقاءات التشاركية التي قامت بها الوزارة عن: فيالمنظومة
▪ ضعف مستوى التحصيل البيداغوجي بسبب اختلاف لغة التدريس بين التعليم الثانوي والتعليم الجامعي العالي، خاصة في الشعب العلمية والتقنية؛
▪ ضعف المستوى المعرفي في مواد أساسية، خصوصا بالنسبة لبعض شعب البكالوريا؛
▪ عدم تملك الطلبة مجموعة من الكفايات الأفقية المتعلقة بالمهارات الحياتية والذاتية؛ كالريادة، العمل بالفريق، الحس النقدي..
▪ عدم استثمار الإمكانيات التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية لتطوير التعليم العالي خاصة التعليم عن بعد؛
▪ ضعف انخراط الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين في تحديد الحاجيات والمساهمة في بلورة وتأطير التكوينات؛
▪ ضعف المردودية الخارجية للمنظومة مما ينعكس على صعوبة الولوج والاندماج في سوق الشغل، حيث تشير إحصائيات سنة 2018 المتوفرة لدى المندوبية السامية للتخطيط إلى نسبة بطالة مستقرة في 20%، فيما يخص خريجي الكليات ذات الولوج المفتوح.
دواعي الانتقال إلى النظام الجديد:.
1 تحسين قابلية التشغيل وتطوير روح التنافسية لدى الطلبة بتمكين الطلبة من اللغات الأجنبية والكفايات الحياتية وتنمية الثقافة العامة لديهم.
2 الرفع من المردودية الداخلية خاصة بمؤسسات الولوج المفتوح والحد من الهدر الجامعي والرفع من نسبة الإشهاد
3 تحسين الحركية الدولية للطلبة من خلال انفتاح منظومة التربية والتكوين على النماذج الدولية وذلك باعتماد دبلوم البكالوريوس الأكثر تداولا بالعالم.
مزايا ومرتكزات سلك البكالوريوس للطالب:
▪ برمجة سنة تكوينية تأسيسية من أجل ضمان انتقال سلس للطلبة من مرحلة التعليم الثانوي إلى مرحلة التعليم العالي، وذلك عن طريق تأهيل الطلبة للاستجابة لمستلزمات النجاح الجامعي ومساعدتهم على التوجيه واختيار مسالك التكوين المناسبة؛
▪ اعتماد نظام للتوجيه النشيط يمكن الطلبة من فرصتين إضافيتين للتوجيه وإعادة التوجيه وتفادي أي تعثرات قد تنتج عن سوء الاختيار في نهاية السنة التأسيسية ونهاية السنة الثانية؛
▪ تعزيز وحدات اللغات ببرمجة 6 وحدات في اللغات على مستوى السنة الأولى (4) والسنة الثانية (2) لسلك البكالوريوس وذلك من أجل تأهيل الطالب وتعزيز قدراته في اللغات والتواصل؛
▪ برمجة وحدات في الكفايات الحياتية والذاتية حيث يمنح سلك البكالوريوس للطالب إمكانية اختيار وحدة في الكفايات الحياتية والذاتية على مستوى كل فصل، وتتوزع هذه الوحدات على طول مسار التكوين؛
▪ يتضمن سلك البكالوريوس، أيضا وحدات للانفتاح على حقول معرفية أخرى بهدف تنمية وتطوير الرصيد الثقافي للطلبة؛
▪ اعتماد نظام الأرصدة القياسية يمكن من ترصيد الوحدات المكتسبة واعتماد الدبلوم الأكثر تداولا في العالم مما سيعزز إمكانية حركية الطلبة على المستوى الوطني والدولي بجامعات ومؤسسات أجنبية لمتابعة جزء من دراستهم بسلك البكالوريوس مع الإسهام في دعـم جاذبيـة الجامعـة المغربيـة بالنسـبة للطلبــة الأجانــب؛
▪ إعطاء أهمية أكثر للعمل الشخصي للطالب؛
▪ إعطاء أهمية أكثر للتعليم عن بعد والتعليم بالتناوب؛
▪ اعتماد نظام دراسات وتقييم مرن؛
▪ إتاحة التكوين بسلك البكالوريوس إمكانية الحصول على شهادة البكالوريوس خلال مدة قد تقل عن أربع سنوات، وذلك حسب قدرات وإمكانيات الطالب لتحصيل جميع الأرصدة القياسية الضرورية.
▪ الحفاظ على مكتسبات نظام الإجازة. بما فيها المعاوضة في الوحدات، الإستدراك، إعادة التسجيل.
كما ستمكن الهندسة البيداغوجية الجديدة من:
▪ تعزيز دور الشعب في إعداد وتأطير وتدبير مسالك التكوين؛
▪ إحداث مجلس رؤساء الشعب؛
▪ إرساء تسلسل زمني للتنزيل يتضمن مجموعة من المحطات الأساسية إلى غاية انطلاق الدراسة الجامعية بسلك البكالوريوس في شهر شتنبر 2020.
وفي هذا الإطار، سيتم تنظيم يوم وطني حول الإصلاح الجامعي الجديد يوم 08 فبراير 2020 بمشاركة كل الفاعلين والمتدخلين في منظومة التربية والتكوين تخصص أشغاله لاعتماد دفتر الضوابط البيداغوجية الخاص سلك البكالوريوس.