الفقيد خلف وراءه حصيلة معرفية غنية تستحق أكثر من وقفة ، لإسهامه في إغناء الخزانة المغربية والحقل التاريخي على الخصوص فهو لم يتخصص في فترة دون غيرها بل كان شاملا ومنفتحا على عصور مختلفة أبان فيها عن معرفة رصينة كان لها أثرها في مجال البحث التاريخ
المرحوم ابراهيم حركات، كما جاء في نبدة موجزة قدمها ذ. عبد العزيز بل الفايدة ، من مواليد الدار البيضاء 1929 في أسرة هاجرت الى سلا أوائل الحماية، وتابع دراسته الابتدائية والثانوية بالبيضاء والتحق بمعهد الدراسات العليا بالرباط سنة 1951 وحصل على دبلوم اللغة العربية سنة 1957- 58.
حصل على الإجازة بالرباط سنة 1960 وعلى دبلوم من جامعة سطراسبورغ ( أطروحة عن الدراسات الاسلامية) وعلى دكتوراة من جامعة إكس سنة 1970 في موضوع ” الحياة الاجتماعية في العصر المريني” وعلى دكتوراة دولة من الجامعة اليسوعية ببيروت سنة 1982.
زاول مهمة التعليم في أسلاك مختلفة كما شغل مناصب عليا في وزارة التعليم ( نائب للوزارة سنة 1962 و1967) كما شغل أستاذا باحثا بكلية الآداب بالرباط حيث وهب حياته للتأليف والنشر في مجال التاريخ.
ألف الاستاذ حركات العديد من المقالات والكتب في المجال التاريخي والفكري على مدى فترة تناهز الأربعين سنة ( ألف ما يقارب 73 دراسة).
ويمكن أن نميز في هذه الأبحاث بين أبحاث تصب في التعريب والتعليم وهو موضوع حاضر بقوة في كتاباته بالإضافة الى كونه شغل العديد من المناصب والمسؤوليات في مجال التعليم كما سبقت الاشارة الى ذلك.
كما خصص الاستاذ جزءا كبيرا من ابحاثه لمرحلة العصر الوسيط وركز اهتمامه على قضايا تهم المجتمع والاقتصاد والدين خلال العصر المريني وقد صدرت له 4 دراسات في مجلة كلية الآداب، الرباط بين سنوات 1977- 1982
وحظيت أرض الأندلس باهتمام كبير من قبل الأستاذ ويمكن أن نذكر على سبيل المثال لا الحصردراسة حول إمارة بني العزفي في مجلة كلية الآداب، تطوان 1989. وهناك مؤلفات عامة تخص العصر الوسيط نذكر منها: النشاط الاقتصادي الاسلامي في العصر الوسيط، 1996.، ومدخل الى تاريخ العلوم بالمغرب المسلم حتى القرن9ه- 15م، سنة 2000
كما شغلت الفترة الحديثة جزءا من اهتماماته وخاصة منها الفترة السعدية، فقد تناول قضايا تهم هذه المرحلة من تاريخ المغرب حيث اهتم بدراسة المجتمع والاقتصاد والسياسة والعمران بل أفرد كذلك أبحاثا لشخصيات طبعت تاريخ المغرب في هذه المرحلة.