تجاهل الأساتذة في تعويضات مشروع “مدارس الريادة” يثير الجدل في الأوساط التعليمية

في خطوة قد تثير الكثير من التساؤلات والجدل داخل الأوساط التعليمية بالمغرب، وجهت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات مراسلة رسمية إلى المديرين الإقليميين بشأن صرف التعويضات الخاصة بالمتدخلين في مشروع “مدارس الريادة”، الذي يعد أحد المشاريع التربوية الكبرى التي تسعى للارتقاء بجودة التعليم بالمغرب. المراسلة التي تم إرسالها مؤخرًا حددت بوضوح المتدخلين المعنيين بصرف هذه التعويضات، لكنها تجاهلت بشكل لافت الأساتذة الذين كانوا الركيزة الأساسية في تنزيل هذا المشروع على أرض الواقع.

تضمن الخطاب الذي وجهته الأكاديمية عدة نقاط رئيسية، أولها التأكيد على صرف التعويضات للفئات التي شاركت في إنجاز المشروع، خاصة المفتشين الذين أنهوا التكوينات المتعلقة بالأساتذة وأطر التوجيه الذين شاركوا في تقييم الأداء الميداني. ومع ذلك، لم يتم الإشارة إلى الأساتذة أنفسهم، الذين تحملوا العبء الأكبر في تفعيل وتنفيذ أنشطة المشروع داخل الفصول الدراسية.

من المعروف أن مشروع “مدارس الريادة” يعتمد بشكل كبير على جهود الأساتذة في تحفيز التلاميذ، تفعيل الأنشطة التعليمية، وخلق بيئة تعليمية تشاركية تُسهم في تحسين مستوى التحصيل الدراسي. وعلى الرغم من الدور الجوهري الذي لعبه الأساتذة في هذا الإطار، إلا أن المراسلة الأخيرة استثنتهم بشكل تام من التعويضات التي تم التطرق إليها.

غضب الأساتذة وتساؤلاتهم

هذا التجاهل الواضح لدور الأساتذة أثار موجة من الغضب داخل الأوساط التعليمية، حيث يتساءل العديد من المعلمين عن معايير صرف التعويضات التي تم تحديدها. فكيف يمكن لمن يُفترض أنهم المحور الأساسي لتنفيذ المشروع أن يُستثنوا من التعويضات التي يتم صرفها للمتدخلين الآخرين؟ وهل يعني هذا أن جهود الأساتذة غير معترف بها أو أنها لا تستحق التحفيز المالي على غرار الأطراف الأخرى المشاركة؟

الأساتذة: بين الالتزام والخذلان

عبر العديد من الأساتذة عن استيائهم الشديد من هذه الخطوة، مؤكدين أنهم بذلوا جهودًا كبيرة في إنجاح المشروع وتحقيق أهدافه المرجوة، وغالبًا في ظروف صعبة. فالمشروع لم يكن ليحقق النجاح المطلوب دون التزامهم وحرصهم على تنفيذه بالشكل الأمثل. هذا التجاهل، وفقًا لهم، يعد خذلانًا كبيرًا، خاصة وأنهم كانوا يتوقعون أن يتم تقدير جهودهم مادياً ومعنوياً على حد سواء.

لا يمكن إنكار الدور المحوري الذي يلعبه الأساتذة في النهوض بالعملية التعليمية، خاصة في إطار مشاريع كبرى مثل “مدارس الريادة”. وإذا كان المشروع قد حقق نجاحًا على أرض الواقع، فإن ذلك يُعزى في المقام الأول إلى تفاني وجهود الأساتذة. لذا، فإن تجاهلهم في هذا السياق قد يُفقد المشروع الكثير من مصداقيته ويثير تساؤلات حول مدى التزام الجهات المسؤولة بتحفيز كل من ساهم في تحقيق الأهداف التعليمية الكبرى.

64202934713777432

minhaj-jadid.com

Exit mobile version