تحدث مدير مدرسة أسترالية عن مدى تأثير استخدام الهاتف المستمر على نمو الأطفال، وفي رسالة نشرت في النشرة الإخبارية المدرسية، قال دوغ مينّي, مدير مدرسة غليندينينغ العامة في غرب سيدني, إن الطلاب الذين يبدؤون روضة الأطفال لديهم مهارات تحدث ضعيفة نتيجة اختيار الآباء قضاء وقت أطول في التكنولوجيا أكثر من أطفالهم.
التطور اللغوي يبدأ من حديث الطفل مع والديه
واستشهد ميني بأمثلة عن كيفية رؤيته للعلاقة بين الوالدين والطفل وهي تتغير بسبب الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وفقًا لصحيفة “ديلي تلغراف”, وقال إنه رأى مؤخرًا أُمًا تمشي مع طفلها في عربة أطفال حاملة هاتف لوحي, وتابع الرسالة من خلال تشجيع الآباء والأمهات على قضاء مزيد من الوقت للتحدث مع أطفالهم أو حتى تخصيص بعض الوقت للتحدث”.
وتم دعم نداءات ميني من قبل خبراء الأبوة والأمومة الذين كانوا ينادون بقلق شديد الآباء “لترك هواتفهم”, وقال كبيرة محاضري أمراض النطق في جامعة سيدني، إليز بيكر، “إنك لم تضطر أبدًا إلى البحث في الأماكن العامة حتى ترى نقص التواصل بين الطفل والوالد: “أرى في المقاهي طفلًا في عربة أطفال مزودة بجهاز آي باد أو هاتف الوالدين، لذلك يمكن للوالد الاستمرار في إجراء محادثة خاصة به أو التحقق من وسائل الإعلام الاجتماعية الخاصة به، ويتم إبعاد الطفل عن أي فرصة للحديث”, وتقول إن المفردات اللغوية تبني على المحادثات التي نجريها مع الأطفال، وكثيرًا ما كان الوالدان هم أقرب مصدر لهذه المحادثات وأكثرها دومًا.
قوانين للحد من التنمر السيبراني:
وأوضح الدكتور جوستين كولسون, وهو خبير بارز آخر في هذا المجال، أن الأطفال باتوا يصرخون بقلق شديد على والديهم في عصر الهواتف الذكية, وقال “إن الأبحاث بدأت في استكشاف أن الأطفال ليسوا وحدهم من يواجهون مشكلة في الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات، فواحد من أكثر رغبات الأطفال هو أن يضع والديهم الهاتف”, وأفادت ” The Courier Mail ” في فبراير من هذا العام، أن مجلس الشيوخ سيضغط من أجل حظر الهواتف الذكية في المدارس للمساعدة في السيطرة على التنمر السيبراني وهو تأثير سلبي آخر للأطفال جراء استخدام الهواتف الذكية, وطرح نيك سنيوفون من فريق السيناتور ريكس باتريك لأول مرة الاقتراح الذي ينص على وجود إرشادات أوضح في المدارس, وقال “هناك أسباب وجيهة لجعلهم يمتلكون الهواتف الذكية، بما في ذلك السلامة والخدمات اللوجستية، لكن يجب وضع إرشادات واضحة لاستخدام الهواتف الذكية في الفصل الدراسي”.
البارعين في استخدام الهواتف أكثر من الذين يستطيعون ربط حذائهم:
لقد سمعنا مؤخرًا من خبراء يحذرون من أن الهواتف الذكية تضعف تركيز الطلاب في الفصل وتحد من المهارات الاجتماعية لهم, حيث ألقت غلاديس بريجيكيان, رئيسة جامعة نيو ساوث ويلز, بدعمها وراء الحركة، وقالت إنها تعتقد أن الهواتف الذكية لم يكن لها مكانًا في الفصل الدراسي, وأضافت “أعتقد أن الفصل الدراسي مخصص للتعلم”, في تقرير آخر من موقع news.com.au، تم اكتشاف أن الطلاب الجدد الذين يذهبون إلى المدرسة هم أكثر ميلًا لأن يكونوا قادرين على استخدام الهاتف الذكي بدلًا من ربط رباط الحذاء الخاص بهم بينما يجد الآباء صعوبة في تعليم أطفالهم مهارات الحياة الأساسية.
وفي دراسة دولية من 2200 من الأمهات في أستراليا، ونيوزيلندا، والولايات المتحدة وأوروبا أظهرت أن 19 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-5 كانوا بارعين في استخدام الهواتف الذكية مقارنة مع 9 في المئة الذين يمكنهم ربط حذائهم.